(FIFA.com) الاربعاء 7 يوليو 2010
Getty Images
لم يُكتب لنجوم لاسيليستي إعادة منتخب أوروجواي إلى نهائي كأس العالم FIFA بعد انتظار طويل دام ستين سنة بالتمام والكمال، حيث سقط أبناء أوسكار تاباريز 2-3 على يد مجموعة هولندية متمرسة في أول موقعة ضمن نصف نهائي جنوب أفريقيا 2010.
وقد بدت مظاهر الحسرة والاستياء واضحة على وجوه لاعبي كتيبة تشارواس، رغم أنهم خرجوا من حجرة الملابس برؤوس مرفوعة، بعدما شرفوا كرتهم الوطنية وأعادوا بلادهم إلى قمة الهرم العالمي، حيث صرح ألفارو بيريرا في حديث حصري لموقع FIFA.com: "أشعر بالفخر والإعتزاز لكوني حظيت بفرصة لعب المونديال إلى جانب هذه المجموعة الرائعة. لقد أظهرنا في الملعب أننا كنا نسعى للفوز في المباراة بعزيمة كبيرة، لكننا لم نفلح في ذلك. لقد أظهرنا روح عالية وشجاعة كبيرة عندما أصبح بإمكاننا تحقيق التعادل علماً أننا كنا متراجعين في النتيجة 1-3 على بعد لحظات من نهاية المباراة، حيث واصلنا ضغطنا وهجومنا حتى الصافرة النهائية."
ومن جهته، أعرب إيخيديو أريفالو ريوس في حديث حصري خص به موقع FIFA.com عن حسرته بعدما كان فريقه قاب قوسين أو أدنى من تحقيق تعادل "لقد بدا قريباً جداً. ربما ترددت هذه العبارة في الكثير من المناسبات، لكن هذه هي حال كرة القدم، فتارة يكون الفوز من نصيبك وتارة أخرى يأتي الدور عليك لكي تذوق طعم الهزيمة. وقد جاء دورنا اليوم لنتجرع مرارتها. لكننا تركنا أرضية الملعب مدركين أننا فعلنا كل ما باستطاعتنا من أجل بلوغ النهائي، لكن ما باليد حيلة. رغم أن آلام الهزيمة لا تدع المرء يفكر ملياً في ما حصل، إلا أننا راضون على ما حققناه هنا."
دوافع وتطلعات
لا تخفى أسباب الخسارة على بيريرا، حيث أوضح ابن الرابعة والعشرين قائلاً: "لا أعتقد أنهم تفوقوا علينا في هذه المباراة، لا من الناحية الجماعية ولا من الناحية الفردية. وربما بدا تفوقهم في لحظة تسجيل الأهداف، إذ حسموا النتيجة من كرتين في الشوط الثاني، علماً أن المباراة كانت متكافئة حتى تلك اللحظة. بل يمكنني القول أننا كنا نلعب أفضل منهم قبل دخول الهدف الثاني في مرمانا."
أما أريفالو ريوس فكان له رأي آخر، حيث أوضح أن الهولنديين "يشكلون فريقاً متراصاً ومنسجماً على المستوى الجماعي، وكلهم يتمتعون بمهارات فنية عالية تسمح لهم بالتحكم في الكرة، مما يصعب مهمة اللاعبين المطالبين بمراقبتهم. وعلى صعيد الفرديات، فإنهم يملكون بعض العناصر القادرة على صنع الفارق لوحدها وقد تبين ذلك بالملموس في مباراة اليوم." ومع ذلك فإن ابن الثامنة والعشرين يشاطر رأي زميله صاحب القميص رقم 11 في ما يتعلق بقدرة أعضاء الكتيبة البرتقالية على حسم النتيجة من لمسة ساحرة، مذكراً أن أبناء بيتر فان مارفيك "نجحوا عموماً في استغلال الفرص التي أتيحت لهم ثم حاولوا الإستفادة من حالة الإحباط التي أصابتنا، وقد تأتى لهم ذلك، حيث أضافوا هدفاً ثالثاً من هجمة مرتدة بعدما اندفعنا بكل قوانا قصد تعديل النتيجة."
ورغم الهزيمة في نصف النهائي وعدم تحقيق الحلم الذي كان يراود أكثر من ثلاثة ملايين أوروجوياني وأوروجويانية، إلا أن ألفارو بيريرا وأريفالو ريوس ما زالا يتمسكان بإمكانية كتابة فصل جديد في تاريخ بلادهما على أرض جنوب أفريقيا، حيث أعرب صاحب القميص رقم 17 الذي لعب جميع دقائق مباريات فريقه في مونديال القارة السمراء حتى الآن: "يتعين علينا في هذه اللحظة أن نتحلى بالهدوء قبل أن نسترجع قوانا لخوض معركة جديدة في سبيل إنهاء البطولة في المركز الثالث. وعلى أية حال، إذا لم يتحقق هذا الهدف فإن ذلك لن يفسد في الود قضية. فقد كتبنا أسماءنا بالخط العريض في تاريخ أوروجواي وسنودع هذا المونديال ورأسنا مرفوعة في السماء."
وبدوره، لم يُقلل بيريرا من أهمية مباراة الترتيب المرتقبة في نيلسون مانديلا باي، حيث أكد ظهير أف سي بورتو أن منتخب لاسيليستي "دخل غمار هذه البطولة للفوز بجميع مبارياته، ولن تخرج الموقعة القادمة عن هذه القاعدة." ثم اختتم حديثه بالقول: "نشعر بالحزن لعدم تمكننا من بلوغ النهائي، لكن الهدف الأسمى كان يتمثل في جعل راية أوروجواي ترفرف عالياً في المحفل العالمي. لقد كانت الهزيمة مؤلمة، لكننا نشعر بالفخر والإعتزاز، رغم أن الحديث عن مدى ارتياحي لما تحقق أمر سابق لأوانه. ربما سأجيب عن هذا السؤال بعد مباراتنا الأخيرة. سأجيبكم يوم السبت القادم."