Admin Admin
عدد المساهمات : 231 تاريخ التسجيل : 07/04/2010
| موضوع: الهمز والغمز واللمز الخميس مايو 13, 2010 10:27 am | |
| الهمز والغمز واللمز.........2
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الهمز واللمز وسوء الظن والغيبة
إن أي مجتمع لا يسلم من الآفات التي قد تكون سبباً في كثير من الفوضى والنـزاعات والتفرق في المجتمع ولذلك اهتم الإسلام بعلاج هذه الآفات وذلك بذكرها والتحذير منها وتشديد العقوبة على فاعلها؛ حتى يعيش المجتمع الإسلامي في أمن وأمان وألفة واطمئنان. آفات المجتمعات
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ثم أما بعد:
وما زلنا نعيش مع هذه القواعد التشريعية العظيمة التي وضعها العليم الخبير جل وعلا لصيانة المجتمع الإسلامي من التمزق والتشتت والتفكك والضغائن والأحقاد. وما زلنا في رحاب هذه القاعدة العظيمة العريضة الكبيرة ألا وهي: تعظيم حرمات المسلمين في المجتمع الإسلامي وقلنا: بأنه لن تعظم حرمات المسلمين في المجتمع الإسلامي إلا إذا طهر المجتمع من ستة أمراض أو آفات هذه الأمراض وتلك الآفات هي:
1/ اللمز. 2/ التنابز بالألقاب. 3/ سوء الظن. 4/ التجسس. 5/ الغيبة.
اللمز
أما اللمز فهو: عيب الغير باليد واللسان والعين والإشارة الخفية وغير ذلك. والهمز: لا يكون إلا باللسان فقط لقول الله تعالى: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ [القلم:10-11] فاللمز: يكون باليد .. وبالعين .. وباللسان .. وبالإشارة .. أما الهمز فلا يكون إلا باللسان فقط.
واللمز -أيها الأحباب
آفة ومرض وسبب من أسباب انتشار الحقد والضغائن في القلوب بين المسلمين فمن حق المسلم على المسلم ألا يسخر من أخيه بيده أو لسانه أو عينه أو حتى بالإشارة الخفية.
ولذلك يلفت الله القلوب النقية والعقول الذكية في هذا النهي فيقول: وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ [الحجرات:11]
لأن المؤمنين جميعاً كالجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، أي: إن المؤمن إذا لمز أخاه فكأنما لمز نفسه؛ لأن المؤمنين جميعاً نفس واحدة، قال الله تعالى: وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ [الحجرات:11].
التنابز بالألقاب
والتنابز بالألقاب معناه: أن يسمي المسلم أخاه بالأسماء والألقاب والكنى التي لا يحبها والتي يكرهها وتؤذيه، فمن أدب المؤمن ألا يسمي أخاه إلا بالاسم الذي يحبه وألا يلقبه إلا باللقب الذي يتمناه، وألا يكنيه إلا بالكنية التي يرتاح إليها قلبه.
ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد لقب أبا بكر بـالصديق ولقب عمر بـالفاروق ، ولقب عثمان بـذي النورين ولقب حمزة بـأسد الله ولقب خالداً بـسيف الله وهكذا.
فلا يجوز لمسلم أن ينادي أخاه المسلم إلا بالاسم الذي يحبه وباللقب الذي يريده وبالكنية التي يحبها ويطمئن قلبه إليها (( وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ )) [الحجرات:11]. وبعد ذلك -أيها الأحباب يقول ربنا جل وعلا: بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَا نِ [الحجرات:11] أي: إن خروج المسلم من طاعة الله إلى معصيته فسوق وبئس الاسم أن يسمى الرجل فاسقاً بعد الإيمان لذا قال الله جل وعلا: وَمَنْ لَمْ يَتُبْ [الحجرات:11] أي:
ومن لم يتب من هذه الآفات والأمراض التي نهى الله عنها فإنما هو ظالم لنفسه لوقوعه فيما نهى الله عنه وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات:11] وبهذا تكتمل الآية الأولى. يقول الله ربنا جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات:11]. [/color سوء الظن تأتي الآية الأخرى لتضع ولتقيم سياجاً آخر في هذا المجتمع الإسلامي النظيف النقي الذي يقيمه الإسلام بهدي القرآن فيقول ربنا جل وعلا في الآية التي تليها: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [الحجرات:12] إنه النداء المحبب إلى القلوب: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أصغ السمع وافتح القلب فإن النداء من اللطيف العليم الخبير جل وعلا إنما هو خير ستؤمر به أو شر ستنهى عنه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [الحجرات:12]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ [الحجرات:12] هكذا أيها الأحباب! يطهر القرآن الضمائر من الهواجس والظنون والشكوك والريب، لماذا؟ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12] وهكذا يدع القرآن القلوب نقية نظيفة طاهرة هادئة صافية، لا يعكر صفوها قلق أو غم أو شك، لذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الظنون القبيحة والسيئة فقال في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري و مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث).
الظن السيئ لا يجوز بأهل الخير والفضل كما قال الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن قال:
(ولقد أجمع كثير من العلماء على أن الظن السيئ لا يجوز بأهل الخير) أو على حد تعبير الإمام القرطبي : أكثر العلماء على أنه لا يجوز الظن القبيح بأهل الخير ولا حرج بالظن السيئ بأهل السوء وأهل الفساد أي: لمن جهر بمعصيته وفسقه بين الناس. وقال بعض السلف: الظن الذي نهى الله جل وعلا عنه هو: أن تظن بأهل الخير من المؤمنين شراً وسوءاً.
ولذلك أيها الأحباب أغتنم هذا الدرس لأذكر نفسي وإياكم بهذا المرض درس مهم جداً الله جل وعلا نهى عن كثير الظن؛ لأن بعض الظن إثم خشية أن تقع في هذا القليل. | |
|